حكايات بنات

«بنات بـ100 راجل» قصص وحكايات واقعية لفتيات تعرضن للظاهره

المرأة نصف المجتمع، ولأنها كذلك كانت دائماً تقف جنباً إلى جنب مع الرجال والشباب الذين خرجوا منذ 25 يناير 2011 ليطالبوا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، لكن الفتيات فى الفترة الأخيرة يتعرضن لظاهرة دفعت كثيرات منهن لعدم المشاركة بالتظاهر. بسبب “التحرش”.

– البداية مع «منار مدحت» – إحدى المتظاهرات – والتى قالت إنها فى أحد أيام الاشتباكات بشارع قصر العينى، خرجت قليلاً من موقع الاشتباكات لأستريح من رائحة الغاز المسيل للدموع والكر والفر، ومع أول خطواتى داخل الميدان وفى طريقى لمجموعة من الأصدقاء فوجئت بإلقاء قوات الأمن لقنبلة غاز مسيل للدموع وصلت إلى مدخل الميدان فعاد الكر والفر مرة أخرى للهرب من رائحة الغاز.
وتستكمل منار قائلة «ومع الهرج والمرج فوجئت بأحد الشباب يقترب منى، ويحاول أن يضع يده على جسدى مستغلاً الزحام وتدافع المتظاهرين، لكننى كنت متيقظة له فأمسكت بيده وصرخت فيه «إنت بتعمل إيه؟»، ثم لطمته على وجهه، وبـ«الشلوط».
هنا اقترب أصدقائى، بعد أن سمعوا صوتى، فقال المتحرش «معملتش حاجة»، وأنقذه المتظاهرون من يدى لأننى كنت أنتوى «أكله بسنانى» بعد أن حاول التحرش بى ليكون عبرة لمن يعتبر وكل من تسول له نفسه التعرض لفتاة داخل الميدان جاءت لتحرر وطنها من الطغيان وتطالب بالحرية والعدل الاجتماعى.
وبالفعل حررت محضرا بالواقعة، لتمنح الشاب صفة «متحرش رسمى»، لتلاحقه التهمة طوال حياته، وتسجل هى درساً لكل من يفكر فى التعرض بسوء لأى فتاة فى عرض الشارع.
«دنيا عماد فخرى جرجس»، الفتاة المصرية التى تعرضت للتحرش أثناء خروجها من أحد المولات الشهيرة بالقاهرة، حيث فوجئت بشاب يقود «موتوسيكل» يهدئ من سرعته عندما سار بجوارها، ويعتدى عليها، حيث تعدى عليها جسدياً فى واقعة تحرش صريحة قبل أن يلوذ بالفرار، لكنها قررت الركض خلفه، حتى أحكمت قبضتها على رقبته، صارخة: «مش هاسيبك غير فى القسم».
«دنيا» قالت إنها وبعد أن ألقت القبض عليه تجمّع المارة، ليبدأوا مسلسل التشفع الذى رأته أسوأ من حادثة التحرش، لأن كل منهم لديه أخت أو أم أو زوجة قد تتعرض لذلك لكنه لن يقبل التشفع للشاب الذى تحرش بها.
وبدأ المارة بالفعل يرددون عبارات (الولد صغير)، (ده شكله غلبان)، (المهم إنك بخير)، فقلت لهم (حقى برقبتى)، وشعرت بأن سلبية المارة المجتمعين حولى ستؤدى إلى هروب الشاب من قبضتى، وهو ما حدث بالفعل، فقد فر مسرعاً تاركاً الموتوسيكل الخاص به، لكننى قررت الانتظار بجوار الموتوسيكل لحين وصول الشرطة، وبعد حضور الضابط أخذ منى بطاقة الرقم القومى، وبالفعل حررت محضراً حمل رقم 24084 جنح مدينة نصر أول وسيجرى عرضه على النيابة».
وأضافت «دنيا»: «ماتسبيش حقك. هذه هى الرسالة التى يجب أن تصل لعقل كل فتاة مصرية تتعرض للتحرش، ويجبرها المجتمع على الصمت، فزمن السكوت انتهى، أما الأفندية أصحاب عبارات: لابسة عباية بكباسين ليه، فأقول لهم: الدين بيقول غض البصر، مش هتك عرض البنات».
أما الحادث الثانى فكان مع «كريستين ليون»، الطالبة بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، والتى حررت محضراً ضد شاب تحرش بها داخل حجرم الجامعة وأثناء خروجها من إحدى قاعات المحاضرات.
وبدأت قصة «كريستين» حين كانت فى طريقها لإحدى قاعات المحاضرات الدراسية بالجامعة، ففوجئت بشاب يقترب منها ليفتح لها الباب، فاعتقدت أنه يفعل ذلك بدافع «الذوق»، لكنها فوجئت به يتحرش بها لدى دخولها القاعة، حيث أمسك بقدمها وحاول دفعها لكنها تخلصت منه.
«كريستين» قالت إنها لم تصدر أى جلبة ولم تصرخ فى الشاب المتحرش، لكنها قررت أن تتوجه بأسرع ما يمكن إلى مكتب الأمن داخل الجامعة بحثاً عن الشاب والقبض عليه، وتضيف «كريستين»: «بمجرد أن رآنى الشاب ومعى حرس الجامعة ركض هارباً، لكن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليه، فتوجهنا إلى قسم الشرطة، وحررت ضده محضراً حمل رقم 2939 قسم أول القاهرة الجديدة، وسيجرى عرضه على النيابة خلال أيام».
وتتابع «كريستين»: «ما فعلته الفتيات أمثال دينا عماد كان دافعاً لى لكى أتصرف مثلها وأحرر محضراً ضد الشاب المتحرش، ليكون ذلك بمثابة ناقوس خطر لكل من تسول له نفسه التعدى على فتاة مصرية، ودافعاً جديداً للفتيات للحصول على حقهن بالقانون».
ووجهت «كريستين» رسالة للفتيات قائلة: «لا تتنازلى عن حقك فى أن يحترمك الجميع فى الشارع والجامعة والمنزل، ولا ترفعى شعار (عديها)، فالنظرة تتطور إلى تطاول بالكلمة، ثم باليد، والمناخ المناسب للمتحرشين يبدأ بصمتك وتنازلك عن حقوقك القانونية، ولا تلومى إلا نفسك إذا لم يتوقف التحرش، مادمت صامتة، فقط ابدئى الآن، وأطلقى العبارة بشجاعة فى وجه كل متحرش (كلنا دينا عماد) ولن نترك متحرشاً إلا فى قسم الشرطة».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق