قصص وحكايات بنات

بين “تاء التانيث” و “سي السيد”

البعض يريد امراة بلا ماض 
…وتنسى… او تتناسى سيدي الكريم،  انك من صنع ذاك الماضي. ترفع رايات النصر اثر تلك الليالي الحمراء ، مع السمراء… والشقراء … والصهباء،  تبحث عنهن في كل مكان،  في الخمارات … في 
الشوارع …في محطات القطار …في المقاهي ،  لتعلن فحولتك و تمارس رذيلتك ، تستبح كل شئ من  اجل متعتك… و تطوع الدين و فق لشهواتك


 فالبعض يقيم  الامسيات الخمرية، يصطحب الغانية … الراقصة …الزانية و حتى البتول،  دون 
مراعاة ان احداهن  كانت ضحية رجل ما  وعدها بالزواج… و بقصة حب  من الف ليلة و ليلة …و صدقته ، لا لشئ الا انها  كانت  تؤمن بقصص الحب الخالدة …وتحول ذلك الحلم الوردي …الى 
.كابوس، يطاردها صباح …مساء
 فكثيرا ما تعتري النفس لحظات ضعف… تهز الكيان … تقلب كل الموازين… فلحظة الضعف كامنة 
في الذكر، و الانثى… و من الغباء القاء التهم على احدهما… فكلاهما مسؤولا عن اخطائه…  و زلاته …  و بعضهم  يسعي  لنسيان جرح قديم … بضحية جديدة !!! فالهرب من الواقع اسهل بكثير من
 مواجهته … و هذا ما يخيل للبعض احيانا…  و هذا ما جعل الهوة تتسع بين الجنسين…  فحواء تتدعى انها الافضل…   وادم يجزم انه الاجدر … لكنهما لا يدركان انهما يكملان بعضهما البعض … 
. وبوجدهما معا، يكونان قوة مطلقة تربي اجيالا الغد و تؤسس لحضارات سامية  
 كثيرون هم اللذين وقعوا ضحية امراة ، تلاعبت بمشاعرهم … احبت نقودهم … نفوذهم… فرجل 
 للتسلية و السفر …  و رجل للتسوق و تلبية الرغبات اللامتناهية … واخر للزواج …  اذ لا مجال للحب و العواطف. متجاهلة ذاك الطفل الصغير الكامن فيه …رامية عرض الحائط ، مشاعره 
…احلامه… كبريائه ، و بفضلك سيدتي تحولت خيبة الامل الى رغبة جارفة في الانتقام .من جنس   حواء، واصبح يرتكب المعاصي مبررا لنفسه
” رجل انا ” 
  بيد انه ليس من الرجولة في شئ ان تتباهى بعدم فقدان غشاء بكارتك.  حتىانى سمعت يوما عمن خسر زواجه  من اجل غشاء بكارة مطاطي !!! فمعشر الرجال يريدون الفتح العظيم .كانهم بذلك سيفتتحون بلاد الاندلس من جديد… او سيحررون فلسطين !!! وعندما تفكر بالزواج ، تجلس جلسة شهريار وتبدا في اخذ القرار… فتلك كانت تخرج صحبة رجل ما …و تلك عشيقة فلان… و الاخرى رايتها  مرة تصافح ابن عمها!!! 
تمهل يا هذا …و انزل قليلا من عرشك العاجي… فامك حواء،  و اختك ليست بمريم العذراء …و جارتك التي ستبارك كزوجة لك،   ليست بالسيدة زينب … و كانما الرجولة ،  تلخص بذاك الحدث التاريخي… فالرجل يجب ان يكون قدوة لاولاده… فخرا لوالديه… محل ثقة لزوجته …كما يجب على المراة ان تراعى حدود الله في علاقاتها بالاخرين … و تدرك تماما انها مدرسة لجيل باكمله …و ان تصرفاتها ستطال اسرة بحالها…و مجتمعا باسره. 
اما انت يا سيدي الكريم  فانك تحب الغرب… تلبس ثيابهم … تركب سياراتهم… تستعمل عطورهم ، تفضل الاجنبية عن من تقاسمت معك براءة الطفولة … عاداتك و تقاليدك…  انتصارات بلادك و نكساته… حب الوطن و ترابه… تلك الشوارع الضيقة بمسحاتها الواسعة بذكرياتها … روائح البخور و” الحرقوس” المتصاعدة من خلف تلك الجدران… جدران البيوت العتيقة… تراثنا… حاضرنا …و  مستقبلنا ، و ترضى العجائز من نسائهم …و تمارس جهلك …و مبادئ العالم الثالث …مع نساء… و بنات بلادك 
فهنئ لك تخلفك… ووضاعة افكارك… و ارجو الله ان تجد من لم تثب فمها الا امها…و من لم تلمس   
“يدها الا اختها… ومن لم يرها الا اباها… و هنئ لك تلك   ” العذرية الزائفة                       
اما  انت اختي الكريمة  يا من اتخذت من قلوب الرجال ملهاة و مسلاة … فلا تغتري كثيرا بجماك …و شبابك… فالكل الى الفناء …ولن تجدي الا الندم … رفيقا لوحدتك ،ومؤنسا لوحشتك… فاتخذي من جداتنا اللواتي غرسنا فينا،  حب الاستقامة و الطريق السوي، مثالا يحتذى به …فهن اللواتي ساهمنا فى اخراج المستعمر من تونسنا العزيزة ، و ربينا اجيالا ضحوا بالنفيس و الغالي ، من اجل اعلاء راية الوطن عاليا… و قدمنا  شهداء ابرارا …استقبلنا موتهم بالزغاريد و الدعاء… فكوني خير امدا لخير  سلفا…و كوني له انثى يكن لك رجلا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق