مقالات ومواهب

من …أول … تكة

قصه بقلم الكاتب: طارق عباس

في سنة من السنين كنت فيها انسان عادي زي اي انسان او اقل كمان. ماكنش بيفرق معايا رأي الناس في حاجة لا رأيهم في مظهري ولا جوهري. ماكنش ليه اي احلام للمستقبل. كنت عامل زي صندوق مترب مغلف بنسيج من خيوط العنكبوت مرمي في مخزن قديم مهجور. ماكنش حد عايز يقرب منه. لكن هي كانت الوحيدة اللي قربت ودخلت المخزن

ومسكت الصندوق من غير خوف. كان عندها فضول تعرف في اية جوه الصندوق. قلعت هدومها ولبست هدوم التنظيف وابتدت تنظف. يوم ورا يوم التراب والطين ابتدوا بتشاله. وظهر الصندوق, ماكانتش مصدقة ان الصندوق ده هو الصندوق اللي بتحلم بيه. لسه محافظ على جلدة ونقشته رغم التراب والطين اللي كانوا عليه. وبعد ما الصندوق اتنظف قلعت هدوم التنظيف وجهزت نفسها لفتح الصندوق فلبست احلى ما عندها . كانت خايفة ان الصندوق مايتفتحش بسهوله خصوصا انها عملت مجهود كبير لتنظيفه . كانت خايفه من القفل اللي على الصندوق فتحت قلبها وطلعت منه المفتاح اللي الموجود من اول ما اتولدت ودخلت المفتاح في القفل وقالت بايمان شديد يا رب يفتح . مصدقتش ان الصندوق اتفتح بمفتاح قلبها من اول تكه .
وفتحتلها قلبي. فتحتلها بكل امان ماكنتش خايف منها رغم انها كانت خايفه اني مافتحش بسهولة. دخلتها ورحبت بيها وسألتها ليه انا؟ قالتلي عشان انت انا. انت اللي انا اتولدت عشانه انت الوحيد اللي مفتاح قلبه اتخلق جوايه. سألتها تاني حتعملي في قلبي اية ؟ قالت حوريك دنيتنا . وريتني دنيا غير الدنيا اللي انا كنت عايشها ورتني الوان اول مرة اشوفها في حياتي قالتلي دي الوان الحياة بحلوها ومرها بدوشتها وهدوئها . عشت معها احلى ايام عمري عشت معاها الوان الحب الطاهرة الوان دوبنا فيها ودابت فينا خلتنا لون واحد يجمع كل الالوان. وبقينا مع كل حلم نحلمه نرسمه، ومع كل خطوة نمشيها نلونها .رسمنا لوح كتيرة وعلقنها في معرض الحياة عشان اللي يتفرج يتعلم ويشوف قد اية لوحتنا ممكن تغير منه زي ما غيرت فينا . وفي يوم افتتاح المعرض كنت واقف مستنيها مع الناس اللي مستنينا. طلت علينا بفستان ابيض بياض قلبها مسكت ايدها وافتتحنا المعرض قاعدنا نحكي للناس على كل لوحه رسمناها ازاي عيشناها ولوناها . وجاء وقت نهاية الحفلة وبقينا لوحدنا في المعرض قالتلي بأبتسامة رقيقة عجبتك اللوحات رديت وانا بجري في المعرض “ايوة كانت في الدنيا دي من زمان كانت فين . كانت فين الضحكة والبسمة والاحلام اللي اتحولت حقيقة” . ضحكت وهي بتمسح دموعها سألتها “انت بتبكي ليه مش ده الحلم اللي حلمنا سوى وبقى حقيقة.” قالتلي “انا فعلا حلمت ورسمت ولونت معاك دنيتك لكن انا مستنياك في دنيتنا الابدية اللي اكيد حتكون فيها سعيد اكتر واكتر واكتر عشان نرسم ونلون لوحاتنا الجديدة” .
خدت الالوان معاها وسابت اللوحات من غيرها.. ومش باقي منها غير التحديد اللي مرسوم بدمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق